الهامش والرافعة المالية
ما هي الرافعة المالية؟
الرافعة المالية هي أداة تتيح للمستثمر التداول بعقود أكبر حجماً من الأموال المودعة في حسابه مقابل تقديم تأمين يمثل جزءاً بسيطاً من قيمة الصفقة الكلية. يُعرف هذا التأمين بإسم الهامش.
عندما يقدّم الوسيط خدمة الرافعة المالية، فإنه سيقوم بتنفيذ الصفقة بدون أن يطالب المستثمر بتوفير قيمتها كاملة، بل مجرد نسبة مئوية منخفضة منها.
عادةً ما يتم التعبير عن الرافعة المالية على شكل نسبة تبدأ بالرقم واحد، مثل 10:1، 100:1، 200:1 وهكذا.
ما تعنيه نسبة 100:1 هي أنه مقابل كل دولار يتم إيداعه، يمكن للمستثمر التداول بـ 100 دولار. في ذات الوقت، تخبرنا هذه النسبة أيضاً أن الهامش الذي يجب على المستثمر أن يوفره هو 1%.
دعونا نلقي نظرة على مثال لفهم كيفية عمل الرافعة المالية.
لنفرض أن مستثمراً فتح حساباً لدى وسيط يقدّم رافعة مالية بنسبة 100:1، وأودع 1,000 دولار. ثم أراد هذا المستثمر أن يشتري 800 سهم من أسهم شركة أبل AAPL، على سعر 100 دولار. في هذه الحالة، سيكون إجمالي قيمة الصفقة التي يرغب المستثمر في دخولها 80,000 دولار (800 سهم × 100 دولار). من الواضح أن هذا المبلغ هو أكبر بكثير من رصيد حساب المستثمر، وبالتالي فإنه لو أراد التداول بأمواله فحسب، لن يتمكن من فتح هذا المركز.
لكن بفضل الرافعة المالية التي يوفرها هذا الوسيط، يمكن للمستثمر الدخول في هذه الصفقة بتأمين 1% فقط من القيمة الكلية للصفقة، أي 1% × 80,000 دولار = 800 دولار، وهو مبلغ متوفر في حساب المستثمر.
كيف يتم حساب هذه الرافعة المالية؟
يتم تحديد الرافعة المالية من قبل الوسيط نفسه وبحسب ما يراه مناسباً للخدمات التي يقدمها، لكن يمكننا حسابها باستخدام حجم الصفقة والهامش المطلوب
قيمة الرافعة المالية = حجم الصفقة ÷ الهامش المطلوب
في هذا المثال:
80,000 ÷ 800 = 100
أي أن الرافعة المالية للوسيط هي 100:1.
ما هو الهامش؟
الهامش هو التأمين الذي يتم طلبه من المستثمر، حتى يتمكن من التداول بمبالغ أكبر، ويمكن التعبير عنه كنسبة مئوية.
تختلف نسبة الهامش المطلوب من وسيط إلى أخر، لكن النسب الأكثر شيوعاً هي 1% و0.5%. يمكن ان تصل نسبة الهامش المطلوب إلى 0.2% فقط، أو ترتفع إلى 5%، أو أكثر من ذلك. لا تختلف نسب الهامش فقط بين وسيط وأخر، بل إنها أيضاً تختلف بين الادوات المالية المختلفة عند نفس الوسيط. فمثلاً، قد يتطلب الوسيط هامشاً يبلغ 1% عند تداول العملات، لكنه في ذات الوقت يتطلب هامشاً يبلغ 5% عند تداول الأسهم.
إليكم هذا المثال:
لنفترض أن المستثمر يتعامل مع وسيط يتطلب هامشاً بنسبة 1% عند تداول العملات، وقرر المستثمر الدخول في صفقة شراء على اليورو/دولار أمريكي تبلغ قيمتها 100,000 يورو.
ولنفرض أن رصيد حساب المستثمر يبلغ 5,000 دولار فقط، فإنه سيكون قادراً على تنفيذ هذه الصفقة باستخدام التداول بالهامش. كيف؟
إذا افترضنا أن سعر اليورو/دولار كان 1.2100، فهذا يعني أن الحجم الكلي للصفقة يساوي:
100,000 × 1.2100 = 121,000 دولار
وفي حال كان الوسيط يطلب نسبة هامش تبلغ 1%، يصبح المبلغ المطلوب تواجده في حساب المستثمر:
1% × 121,000 = 1,210 دولار
لذلك، سيضع الوسيط مبلغ 1,210 دولار من رصيد الحساب جانباً كضمان، حتى يتمكن المستثمر من الدخول في الصفقة التي يبلغ حجمها 121,000 دولار.
باختصار، الهامش المطلوب هو المبلغ الذي يجب أن يكون في حسابك لتصبح قادراً على التداول في صفقة معينة، أكبر حجماً، باستخدام الرافعة المالية.
كما ترى هنا، فإن الرافعة المالية والهامش يعدان وجهان لعملة واحدة.
يجب أن يدرك المستثمر أن استخدام الرافعة المالية أو الهامش أمر محفوف بالمخاطر لأنه يسمح بتداول مبالغ كبيرة في السوق. على الرغم من أن المستثمرين سيكونون قادرين على تحقيق أرباح أكبر، إلا أنهم يخاطرون أيضاً بتكبد خسائر أكبر. لذلك، من المعروف أن الرافعة المالية والتداول بالهامش يعدان كسيف ذو حدين.